لا يتسع الوطن إلا لأهله..!!
شباب عابود :: عابود :: خاص بأخبار القرية
صفحة 1 من اصل 1
لا يتسع الوطن إلا لأهله..!!
لا يتسع الوطن إلا لأهله..!!
بقلم: محمود الفطافطة
كعادتها تتحفنا وزارة الإعلام برحلاتٍ إلى المناطق الفلسطينية . رحلات نسترد فيها روح التاريخ وعبق الأمل لوطنٍ يتشظى وجغرافيا تتساقط أمام أعيننا بفعل المستعمرات دون أن نقدر على مواجهتها أو منع هذا السرطان من التوغل والتغول أكثر في الجسد الفلسطيني الذي أصبح غائراً في نتوءات العزل والإقصاء.
رحلتنا اليوم كانت إلى قرية عابود بمحافظة رام الله، تلك المنطقة الموغلة في التاريخ وعبق الآثار، تلك القرية المجبولة ببدائع الزهور و أشجار الليمون وفرادة النباتات وكروم الزيتون واللوز.
عابود تلك البلد الذي رسم خيوطه الأولى الكنعانيين والآراميين، ليجددوا تاريخها الناصع الرومان بما أودعوه فيها من كنائس وأديرة لا زالت تكافح غضب الطبيعة وعنفوان الإنسان.
عابود برؤيتها تغتسل عينك بشلالات المياه المتألقة في سطح الأرض كخيوط ماسية تضيء سحر الأرض الكنعانية.
في عابود تسبح العيون في مشاهد بديعة لجمالية وادي الليمون وعين الزرقاء.
عابود بلد التآخي بين أبناء المسيح عيسى والنبي العدناني محمد عليه السلام.
في عابود تسابق العين ضوء الشمس لرؤية المغارة المتخلقة في الزمن الغابر والتي عمرها قرابة الثمانية ملايين سنة.
عابود تجسد فلسطين التاريخ والحضارة والأمل والإنسانية.
عابود صورة مصغرة لوطن وشعب دفن أعدائه في بواطن الدهر ليحيا دوماً في أرضه رغم الاستعمار وبشاعته.
عابود لا تتسع إلا لأهلها من المسلمين والمسيحيين مثل عموم فلسطين.
المحتل هو الذي حل علينا ليحتل أرضنا ويحول بيننا وبين وطننا.
هذا المحتل لا مكان له بيننا. كيف يكون له بيننا مكاناً أو مقاماً وهو الذي جاء من شذاذ الدنيا ليستعمر أرضاً ليست له. ليس لهذا المحتل سوى الرحيل، لأن الأرض الطاهرة النقية بكنعانيتها وفلسطينيتها لا تتسع سوى أهلها. فالغريب لا مكان له ، وإذا ما أصر على البقاء فليس له منا سوى مطاردته في كل مكان... قد تهدأ الشعوب المقهورة يوماً ولكنها لن تصمت على ظلمٍ أو تتخاذل في مطالبة حقوقها.
* كاتب وباحث وصحافي فلسطيني- رام الله. - mmfatafta@yahoo.com
- Spoiler:
بقلم: محمود الفطافطة
كعادتها تتحفنا وزارة الإعلام برحلاتٍ إلى المناطق الفلسطينية . رحلات نسترد فيها روح التاريخ وعبق الأمل لوطنٍ يتشظى وجغرافيا تتساقط أمام أعيننا بفعل المستعمرات دون أن نقدر على مواجهتها أو منع هذا السرطان من التوغل والتغول أكثر في الجسد الفلسطيني الذي أصبح غائراً في نتوءات العزل والإقصاء.
رحلتنا اليوم كانت إلى قرية عابود بمحافظة رام الله، تلك المنطقة الموغلة في التاريخ وعبق الآثار، تلك القرية المجبولة ببدائع الزهور و أشجار الليمون وفرادة النباتات وكروم الزيتون واللوز.
عابود تلك البلد الذي رسم خيوطه الأولى الكنعانيين والآراميين، ليجددوا تاريخها الناصع الرومان بما أودعوه فيها من كنائس وأديرة لا زالت تكافح غضب الطبيعة وعنفوان الإنسان.
عابود برؤيتها تغتسل عينك بشلالات المياه المتألقة في سطح الأرض كخيوط ماسية تضيء سحر الأرض الكنعانية.
في عابود تسبح العيون في مشاهد بديعة لجمالية وادي الليمون وعين الزرقاء.
عابود بلد التآخي بين أبناء المسيح عيسى والنبي العدناني محمد عليه السلام.
في عابود تسابق العين ضوء الشمس لرؤية المغارة المتخلقة في الزمن الغابر والتي عمرها قرابة الثمانية ملايين سنة.
عابود تجسد فلسطين التاريخ والحضارة والأمل والإنسانية.
عابود صورة مصغرة لوطن وشعب دفن أعدائه في بواطن الدهر ليحيا دوماً في أرضه رغم الاستعمار وبشاعته.
عابود لا تتسع إلا لأهلها من المسلمين والمسيحيين مثل عموم فلسطين.
المحتل هو الذي حل علينا ليحتل أرضنا ويحول بيننا وبين وطننا.
هذا المحتل لا مكان له بيننا. كيف يكون له بيننا مكاناً أو مقاماً وهو الذي جاء من شذاذ الدنيا ليستعمر أرضاً ليست له. ليس لهذا المحتل سوى الرحيل، لأن الأرض الطاهرة النقية بكنعانيتها وفلسطينيتها لا تتسع سوى أهلها. فالغريب لا مكان له ، وإذا ما أصر على البقاء فليس له منا سوى مطاردته في كل مكان... قد تهدأ الشعوب المقهورة يوماً ولكنها لن تصمت على ظلمٍ أو تتخاذل في مطالبة حقوقها.
* كاتب وباحث وصحافي فلسطيني- رام الله. - mmfatafta@yahoo.com
شباب عابود :: عابود :: خاص بأخبار القرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى